responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 226
وذهب موسى وقضى هارون فدبّ إليهم داء الأمم، شاخت الأمة وكبرت وتلهّت عن الحق، فضعفت، فسلط الله عليها أعداءها يقضون على حريتها ويخرجونها من ديارها وأبنائها.
تركت بنو إسرائيل التوراة وأحكام التوراة وتشريع التوراة فغزتهم العمالقة، واقتحموا ديارهم، واستعمروا أوطانهم، واستأثروا بها دونهم، فانظر كيف يكون جزاء الأمم إذا أهملت شأنها، وخرجت على مقوّماتها.

[بم تتحرّر الأوطان؟]
أخذ العقلاء من الشعب يفكرون فى شأنهم: ماذا يكون موقفهم أيقرون الذل ويرضون [1] بالضيم؟ أيتركون هذه البلاد نهبا مقسما للغاصبين، وطعمة سائغة للمستعمرين، ملكهم ومجدهم وديارهم كل هذه ينسونها ويغفلون عنها؟! كلا، إن الشعب الحى لا يرضى بالمذلة، وإذن فلا بد من تخليص الوطن.
وبم نخلص الأوطان من أيدى الغاصبين، نتحدث إليهم، نرجوهم، نتملقهم، لا، لأنّ الغاصب لا يفهم لغة الحق، ولا يذعن لصوت الإنصاف، وإن حرية الأمم والشعوب لا تنال بالكلمات، فلا بد إذن من العمل. وما العمل؟ لا بدّ من القتال، لا بدّ من الجهاد فى سبيل الحقّ المغصوب والمجد المسلوب، وهكذا رأى زعماء بنى إسرائيل أنه لا نجاة للوطن إلا بالقتال فى سبيل الوطن.
وهنا لجؤوا إلى نبيّهم وهو المرجع إذا لجّ بهم الأمر، وهو الزعيم الروحى الذى يتنزل عليه أمر السماء، رجعوا إلى نبيهم فقصّوا عليه القصص، وطالبوه أن يختار لهم زعيما
عمليّا عسكريّا يقود جمعهم ويرأس كتيبتهم.
وهنا نرى صورة واضحة من وجوب تعاون قوى الأمة فى سبيل درء الخطر، وكيف يجب أن ينهض كل إنسان فى الأمة بالناحية التى يحسنها حتى تتناسق النهضة وتؤتى أكلها، وكان فى وسع نبىّ بنى إسرائيل أن يدّعى لنفسه القيادة الحربية، ويلهب الحماس،

[1] كتبها الإمام البنا فى المقال (أم يرضون) والأفضل أن تكون (و) كما أثبتها، لأن ما بعد أم غير مغاير لما قبلها كما نرى فى الفقرة.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست